ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء) وما فعله أهل السقيفة ليس مما أنزله الله تعالى قطعا وإلا لزمك أن تقول أنهم أنبياء أوحى الله إليهم ذلك بعد رسوله (صلى الله عليه وآله) وكمال ما أنزله تعالى عليه (صلى الله عليه وآله) وبطلانه واضح بالضرورة من الدين والعقل وعلى هذا الأساس فإنا نقول لك أن اتباع ما فعلوه اتباع غير ما أنزل الله إلينا وكل من اتبع غير ما أنزل الله إلينا فقد اتبع من دونه أولياء وكل من اتبع من دون الله أولياء فليس من الإسلام في شئ ولا هو منه على شئ أرأيت كيف أنك في اتباعك لهم قد اتبعت من دون الله أولياء من حيث تدري أو لا تدري.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم وبعد هذا أوليس من العته والجنون أن تريد من الشيعة الذين لا يتبعون إلا ما أنزل الله أن يتبعوا غير ما أنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) فيشركوا مع طاعة الله غيره من الناس كما فعلت ذلك أنت والله تعالى يقول في سورة الأنعام آية 21 (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون).
- 3 - قوله تعالى في سورة آل عمران آية 154 (يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله) وهذه الآية كما تراها صريحة الدلالة في أنه ليس لهم ولا لغيرهم أمر في شئ مطلقا أبدا لا سيما إذا لاحظت كلمة (كل) الدالة على الاستغراق وأنه ليس لهم ولا من حقهم أن يقيموا شخصا ويوجبوا على الآخرين الانقياد إليه والطاعة له لأن ذلك كله لله وحده لا شريك له فيه من أحد من العالمين أجمعين وأي أمر يأمر ترى أعظم خطرا من الخلافة التي تبني عليها مصالح الناس الدنيوية والأخروية فهو لله تعالى لا لسواه إطلاقا وهم تابعون لتصرفه تعالى فيهم وليس لهم أن يتصرفوا في شؤون أنفسهم فضلا عن شؤون غيرهم بأمر أو نهي أو وضع أو رفع مطلقا كما نصت عليه الآية فأين منك عينك الصحيحة لترى كيف أنك جعلت مع الله شريكا في الأمر وأعطيته صلاحية الأمر والنهي وأوجبت له الطاعة في أمره ونهيه كالله تعالى عما تقول علوا كبيرا وطعنت في الشيعة لأنهم خالفوك. لم يشركوا مع الله في أمره أهل