- الثاني - أن اسم الجنس المضاف يفيد العموم باتفاق علماء الأصول ويعني ذلك لو صح أن جميع أمته لا تجتمع على خطأ لوجود المعصوم من أهل بيته فيهم وهذا طبعا يتنافى مع ذوقك ويصطدم مع فكرتك الخارجية فلا ترضى به ولا تستسيغه لأن من عقيدتك أن أهل الشقاق والنفاق وكفرة الكتاب المستوجبين النار بنص كتاب الله وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) خير لديك من عترة النبي أهل بيته (صلى الله عليه وآله) وخير من شيعتهم (عليهم السلام) الموالين لمن والوا والمعادين لمن عادوا ولو سلمنا لك جدلا صحة حديثك ولكن الذي كان عليك أن تفهمه أن الحديث يقول أن جميع أمتي لا تجتمع على خطأ ولم يكن المجتمعون يومئذ في السقيفة كل الأمة بل ولا جميع أهل المدينة فضلا عن بقية الأمصار الإسلامية الذين لهم حق الاختيار لو قلنا بصحة مثل هذا الاختيار لهم فالذين اجتمعوا في السقيفة كانوا بعض الأمة لا جميعها وكم من فرق بين اجتماع جميع الأمة المدلول عليه في الحديث نفي اجتماعها على الخطأ وبين اجتماع بعض أفرادها الذي يخطأ أرأيت كيف أن الحديث لو صح كان حجة لخصمك الشيعي عليك لا لك على أن إمكان وقوع اجتماع جميع الأمة على أمر واحد في وقت واحد الذي هو شرط حجية الإجماع شئ لا يمكن تصديقه فالحديث لا يمكن تصديقه لذا قال الإمام أحمد بن حنبل (من ادعى وجود الإجماع فهو كاذب) على ما سجله الآمدي في الجزء الأول من كتابه الأحكام في أصول الأحكام ص 282 وما بعدها من النسخة المطبوعة سنة 1332 هجرية فراجع ثمة حتى تعلم سقوط هذا الحديث واستحالة صدوره من النبي (صلى الله عليه وآله).
وإن قلت ثمة أحاديث واردة في الصحاح تدعم ما أقول من وجوب التأدب مع السلف وعدم ذكرهم إلا بخير قلنا لك أولا أن السلف الصالح هم الذين يجب التأدب معهم وأن نذكرهم بخير دون من تقدم ذكرهم ممن جاءت الآيات في تجريحهم والصحاح المحمدية في مهاجمتهم فإن كانت ثمة أحاديث جاءت في مدح السلف والثناء عليهم فهي تريد الصالحين منهم دون أولئك فإنه لا يجوز التأدب معهم ولا أن نذكرهم إلا بما كسبت أيديهم