ويطعنون في الذين حكموا بالرأي والهوى وأفتوا بغير ما أنزل الله ولم يستندوا في حكمهم ولا في إفتائهم إلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) على ما حكاه ذلك عنهم ابن حجر الهيتمي في صواعقه ص 16 من الطبعة الأخيرة التي كانت سنة 1375 هجرية.
ويطعنون في الذين استلوا من النبي (صلى الله عليه وآله) ما حرم الله فزعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوجته أم المؤمنين عائشة يحبان الغناء ومرامير الشطان على ما أخرجه البخاري في صحيحه في باب الحراب والدروق يوم العيد من جزئه الأول ص 116 وفي باب الدعاء في العيد ص 116 من الجزء نفسه وقد تواتر عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال (الغناء ينب النفاق في القلب كما ينب الماء البقل) وقال (صلى الله عليه وآله) (ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك) على ما حكاه السيوطي في تفسيره الدر المنثور ص 159 من جزئه الخامس في تفسير قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) وحكى أيضا في آواخر ص 159 منه عن إمامك يزيد بن الوليد الناقص الأموي أنه قال (يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة وأنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل المسكر فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء داعية الزنى).
ويطعنون في الذين طعنوا في رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنسبوا إليه قلة الحياء والأدب فقالوا إنه (صلى الله عليه وآله) بال قائما عند سباطة قوم على ما سجله البخاري في صحيحه ص 48 من جزئه الثاني في باب الوقوف.
والبول عند سباطة قوم عن حذيفة مع أنه أخرج في صحيحه ص 35 من جزئه الأول في باب من الكبائر ألا يتستر من بوله عن النبي (صلى الله عليه وآله) " أنه مر بحائط من حيطان المدينة فسمع إنسانين يعذبان في قبور هما فقال (صلى الله عليه وآله) كان أحدهما لا يستتر من بوله) ويطعنون في الذين خرجوا عن طاعة إمام زمانهم أمير المؤمنين علي بن أبي