سلب لمعناها وتحميلها معنى لا صلة بينها وبينه ولما كان أهل السقيفة غير معصومين طبعا ثبت أنهم ليسوا من أولي الأمر المعنيين في الآية قطعا وإلا لزمك أن تطيع كل من له الأمر والنهي ويملك القوة من الجبابرة والفراعنة الذين نصبهم الناس وأطاعوهم من دون الله واعتبروهم من أولي الأمر الواجبي الطاعة عليهم وذلك معلوم بالضرورة من الدين والعقل بطلانه كما يلزمك أن تقول بالمحال الباطل وتجمع بين الضدين وذلك لأن أئمتك من بني العباس قد قتلوا أئمتك من بني أمية وأخذوا الملك منهم واستولوا عليهم بالقهر والقوة كما استولى أولئك الأولون على غيرهم بالسيف والسنان فأي الفريقين يا ترى من أولي الأمر الذين تجب طاعتهم على الآخر وتحرم معصيتهم عليهم بمقتضى الآية فإن قلت أنهم بنو أمية وهو قولك بطل أن يكون العباسيون منهم لوجوب طاعة الأمويين على العباسيين وحرمة عصيانهم للأمويين لا قتلهم قتالهم لأنهم من أولي الأمر على زعمك الذين تجب طاعتهم وإن قلت أنهم بنو العباس وهو قولك أيضا بطل أن يكون بنو أمية منهم لأنه لو كانوا منهم لحرم قتلهم وقتالهم لوجوب طاعتهم على العباسيين كما ألمعنا وأيا قلت فهو دليل على بطلان كون الفريقين من أولي الأمر للتضاد وعدم وجود المرجح لأحدهما المعين فيسقطان معا شأن المتضادين في الوجود مطلقا وكل ما تقوله في بني أمية نقوله نحن في بني العباس ومن القبيح جدا أن تجر باؤك وباء الشيعة لا تجر فإذا تسجل لديك بطلان هذا وذاك ثبت أن أولي الأمر في الآية غيرهم وهم الذين عصمهم الله من الزلل وآمنهم من الفتن وطهرهم من الرجس تطهيرا وهم عترة النبي (صلى الله عليه وآله) أهل بيته (عليهم السلام) الذين جعلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمر بالتمسك بهم ما دامت الدنيا كما سيأتي البحث عنه مفصلا.
وإن قلت قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " الأمر الذي طالما به تصول وتجول ومن أجله لعنت الشيعة وطعنت فيهم قلنا لك لقد فات عليك لجهلك بأسانيد الأحاديث وعدم معرفتك بشئ منها أن الحديث المذكور فمع كونه من أحاديثك التي لا تعرفها الشيعة ولا يصح