مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ٢٧
أو يجعلوا معه شريكا في طاعته أو يعبدوا غيره وهم يتلون كتاب الله ويستمعون إلى آياته ويصغون إلى قوله تعالى في سورة الأنعام آية 121 ويعملون به (وأن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) فلا يطيعون سواه ولا يعرفون إلها غير الله ولكن العدو البغيض يحيف على من يبغض فيلصق بهم صفاته ويلزمهم بموبقاته ويلوثهم بأكاذيبه وأنت في ذلك كقول القائل (رمتني بدائها وانسلت).
نعم يا ابن جبهان الشيعة لا يقولون في أئمتهم أئمة الهدى ومصابيح الدجى من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا ما قال الله تعالى في سورة الأنبياء آية 26 و 27 (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) وما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهم لا في غيرهم من الدخلاء والأجانب (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي أن تمسكم بهما لن تضلوا ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تأخروا عنهم فتضلوا ولا تعلموهم فإنهم أعلى منكم) وقد أخرجه بهذا اللفظ ابن حجر الهيتمي في صواعقه في أواسط ص 148 وما قبلها في الآية (4) من الفصل (1) من الباب (11) في الآيات الواردة في فضل في أهل البيت (عليهم السلام) عن نيف وعشرين صحابيا (وقال أنه صدر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في مواطن عديدة حيث صدع به يوم غدير خم ويوم عرفة في آخر حجة حجها ويوم قام خطيبا بعد منصرفه من الطائف وفي مرضه الذي توفي فيه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه) وأخرجه الحافظ الترمذي في سننه ص 220 و 221 من جزئه الثاني عن نيف وثلاثين صحابيا وحسبك في ثبوت صحته وتواتره إخراج الحافظ مسلم له في صحيحه ص 279 من جزئه الثاني في باب فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن زيد بن أرقم وأنه (صلى الله عليه وآله) صدع به في موضع يدعى خما بين مكة والمدينة.
فالشيعة لا يرضون بكتاب الله بدلا فكيف تريد منهم أن يبتغوا عن أعداله حولا. وإذا حاولت عبثا أن تضع كلمة (سنتي) مكان (عترتي أهل بيتي) في حديث النبي (صلى الله عليه وآله) المتواتر نقله بين الفريقين لتسقط أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) من
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»