- ثانيا - أن تلك الأحاديث المطلقة ذات المعاني المكررة كلها موضوعة اقتضت وضعها السياسة الأموية والعباسية في عصورهم المظلمة المتشعبة بروح السيطرة والاستبداد والتنكيل بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وشيعتهم فكيف لا يضع وراد المنافع الأحاديث في ضدهم ليصدوا الناس عن التمايل إلى جهتهم والانحراف عنهم إلى أعدائهم - ثالثا - إنها معارضة بنصوص القرآن التي تقدم ذكرها فهي ساقطة عن درجة الاعتبار - رابعا - إنها معارضة بما هو صحيح السند قوي الدلالة من الأحاديث المتواترة بين الفريقين كما كرت الإشارة إليها فتسقط هذه لأجل تلك - خامسا - لو سلمنا لك جدلا وفرضنا صحتها كل ذلك على سبيل التمشي معك ولكن فاتك، أنها موضوعة لا وجود لها في كتب الشيعة ولا يعرفون شيئا منها فلا يصح لك أن تحتج بها عليهم وأنت من خصومهم ألا تدري وليتك تدري أن الخصم لا يكون حكما وما جاء به من عنده لا يكون حجة على خصمه المخالف له في الرأي والمبدأ فهي غير مقبولة عندهم ومردودة عليك وإلا لزمك أن تخضع لدين اليهود والنصارى والمجوس لأنهم أيضا يحتجون عليك بما عندهم فإن جاز لك أن تقبل ذلك منهم وترجع إلى دينهم لا على التعيين لعدم وجود المرجح لأحدها المعين فإن الشيعة لا يقبلون ما عندك ولا يرجعون إلى دينك وإن كان ذلك باطلا كان قولك مثله باطلا أرأيت كيف أنك أفلست من كل حجة ولم تظفر بالسند فكيف تريد من الشيعة أن يخضعوا لمدعياتك الفاسدة ويأخذوا بمزاعمك المؤفة وبراهينك المعكوسة التي لم تخطر على ذهن جاهل إطلاقا.
وأما زعمك أن للشيعة عشر إلها تعني بذلك أئمتهم الاثني عشر من عترة النبي أهل بيته (صلى الله عليه وآله) فإنك تقول وتكذب وتعلم أنك كاذب وشر القول الكذب وقد لعن الله الكذابين على اختلافهم في القرآن وكأنك تريد بذلك تجديد ما ارتكبه سلفك (الصالح) من الكذب على جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أنذر بكثرة الكذابين عليه وتريد أن تتأسى بهم في الكذب على عباد الله الصالحين يا هذا إن الشيعة أبر وأتقى من أن يتخذوا من دون الله آلهة