يكونوا في ضلال مبين رفضوا ما قضت به السقيفة من دون الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) رفضا باتا.
فإن قلت أن الله مدح المؤمنين بقوله تعالى في سورة الشورى آية 38 (أمرهم شورى بينهم) فدل مدحه لهم وثناؤه عليهم في ذلك أنهم مصيبون فيما يفعلونه بالشورى قلنا لك أولا عرفت شيئا وغابت عنك أشيئاء وذلك فإن ما قاموا به من عقد البيعة لم يكن ناتجا عن الشورى بينهم فهذا البخاري يحدثنا في صحيحه ص 119 من جزئه الرابع في باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت أن السابق إليها والمحرك الكبير فيها قال في تلك البيعة (أنها فلتة وقى الله شرها) والفلتة إن لم يكن قائلها يريد بها أنها زلة كما يشير إليه وصفه لها بالشر فلا محالة أنها بمعنى البغتة ويعني ذلك أنها وقعت فجئة ومن غير تدبر ولا مشورة.
- ثانيا - لو سلمنا لك جدلا أنها وقعت بالشورى ولكن الذي يجب عليك أن تفهمه بأن الذي أوقعوه كان شرا بإقرارهم وإقرار العقلاء على أنفسهم حجة يلزمون به والله تعالى لا يمدح الذين يوقعون الشر في البلاد وبين العباد ولا يثني عليهم أيا كانوا لأن الشر قبيح محرم منهي عنه شرعا وهو تعالى لا يمدح على فعل المحرم القبيح الذي نهى عنه وأنما يؤاخذ فاعله ويعاقبه عليه فلا يمدحه ويثني عليه كما هو صريح الآية ويقرر لك ما ألمعنا قول قائلها (فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه) على ما سجله ابن حجر في صواعقه في الشبهة السادسة من شبهات كتابه كغيره من علماء أهل السنة وحفاظها.
- ثالثا - أن ما تقع عليه الشورى بين المؤمنين أما أن يكون من دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو لا فإن كان من دينه فقد أكمل الله تعالى دينه في حياته فلا يحتاج إكماله إلى الشورى ممن لا يوحى إليهم اللهم إلا أن تقول بنزول الوحي من الله على أهل السقيفة في عقدها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وانقطاع الوحي وهذا ما لا يقول به من كان من المسلمين على شئ وإن لم ما وقعت عليه الشورى