مناقشة الجبهان - السيد بدر الدين الكاظمي - الصفحة ٢٠
بينهم من دين رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرم اتباعه لأنه مشاقة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) فلا يستحقون المدح عليه ولا يجوز الأخذ به لقوله تعالى في سورة النساء آية 115 (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) وسبيل المؤمنين هو سبيل النبي (صلى الله عليه وآله) وسبيل النبي (صلى الله عليه وآله) هو دينه الكامل الذي لم يكن منه ما حدث في السقيفة بعد موته أصلا وحينئذ فيختص مدحهم بالشورى في خصوص تطبيقهم ما أنزل الله تطبيقا كاملا لا على إدخالهم في الدين ما ليس داخلا فيه كما حدث ذلك فيها كما لا يخفى على أولي النهى فإنهم لا يكونون من أهل هذه الآية ولا يدخلون في منطوقها أبدا وإن قلت أن قوله تعالى في سورة النساء آية 59 (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) يفيد وجوب طاعة أولي الأمر وأهل السقيفة منهم فتجب طاعتهم فيما فعلوه قلنا لك أولا لقد فاتك المثل المعروف الذي يقول (ثبت العرش ثم انقش) فإن اللازم أن تثبت لنا بدليل قطعي أن أهل السقيفة من أولي الأمر حتى يتسنى لك أن تقول بوجوب طاعتهم لأن ذلك ليس بأولي من عكسه بأن تكون الجبهة المعارضة لهم هي من أولي الأمر الذين تجب طاعتهم في رفض ما قاموا به في السقيفة دونهم.
- ثانيا - إن وجوب طاعتهم موقوف على أن يكونوا من أولي الأمر فلو توقف كونهم من أولي الأمر على وجوب طاعتهم لزم توقف وجود الشئ على وجود نفسه وهو دور صريح معلوم البطلان في أوائل العقول عند العلماء فكونهم من أولي الأمر معلوم البطلان.
- ثالثا - أن الآية صريحة الدلالة في عصمة أولي الأمر وذلك لأن الله تعالى قرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله) ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والاطلاق وجب أن يكون معصوما لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) معصوم فوجب أن يكونوا معصومين وتلك قضية وحدة السياق وتساوي المتعاطفات في الحكم والإلزام التفكيك بين فقرات الآية وهي تأباه كل الآباء وإرادته
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»