ثم قل لي بربك من هم أولئك الذين جعلوك وكيلا عنهم من السلف في أن تدفع عنهم هجوم الشيعة عليهم ومتى وكلوك وأين وكلوك وأنت لم تشاهدهم بعينك ولم تصحبهم في حلك وتر حالك وإذا كانت لديك وكالة عنهم فمن هم شهودها شريطة ألا تكون الشهادة من قبيل استشهاد الثعلب بذنبه لكي يكون ذلك على الأقل تبريرا لك عما تقوم به من شتم الشيعة وسبابهم.
أما إذا كنت تريد منهم أن يخضعوا لما قامت عليه السقيفة ولا أظنك تريد منهم غيره أعني (ما حدث في سقيفة بني ساعدة) تلك السقيفة التي سارع إليها نفر من الناس لعقد الخلافة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي (صلى الله عليه وآله) لا زال جنازة بين أهله لم يجهز بعد ولم يدفن فإنهم يقولون لك نحن لا نتعدى كتاب الله قيد أنمله فلو كان القرآن يسمح لنا باتباع أهل السقيفة لسارعنا إلى قبول ما قاموا به هناك إذ ليس لنا مع الحق عداوة وإنما نقول إن القرآن يمنع من ذلك منعا باتا ويحرمه حرمة قطعية أبدية في كثير من آياته فماذا تراهم يصنعون أيخالفون كتاب الله ويتبعون أهل السقيفة كما صنعت ذلك أنت كلا ثم كلا أن امرءا يختار غير ما يريد الله في كتابه لهو في خسران مبين وإليك شذرة من تلك الآيات لتعلم ثمة عدم إمكان رجوعهم إلى ما تريد.
- 1 - قوله تعالى في سورة الحشر آية 7 (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فالله تعالى لم يقل وما آتاكم به أهل السقيفة فخذوه وما نهوكم عنه فانتهوا لكي تجب طاعتهم كما تجب طاعة رسوله (صلى الله عليه وآله) وما كان أهل السقيفة ولا غيرهم من الناس شركاء الله في الأمر والنهي حتى تجب طاعتهم كما تجب طاعة الله فالشيعة كما ترى لا يطيعون إلا الله ولا يرون إلها يعبد سواه ولم يكن دين الله ناقصا ليكمله هؤلاء وقد أكمله الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله) في حياته بقوله تعالى في سورة المائدة آية 3 (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
- 2 - قوله تعالى في سورة الأعراف آية 3 (اتبعوا ما أنزل إليكم من