مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ٢ - الصفحة ١٣٨
النار (1)، ثم دعا للمسلمين، وتوادعنا.
(١) روى الجويني (بسنده) عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم، وغضوا أبصاركم حتى تجوزفاطمة بنت محمدصلوات الله عليهما على الصراط، فتمر ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع. فرائد السمطين: ج ٢ ص ٤٩ ح ٣٨، المناقب للمغازلي: ص ٦٤ ح ٩١، المستدرك للحاكم: ج ٣ ص ١٥٣، ينابيع المودةللقندوزي: ص ١٩٩ ب ٥٦، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص ١٩٠، لسان الميزان: ج ٢ ص ٤١٥، اللآلئ المصنوعة: ج ١ ص ٤٠٣.
والجويني أيضا بسنده عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بدم، فتتعلق بقائمة العرش فتقول: يا عدل أحكم بيني وبين قاتل ولدي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فيحكم لابنتي ورب الكعبة، راجع: فرائد السمطين: ج ٢ ص ٢٦٦ ح ٥٣٣، ورواه القندوزي الحنفي أيضا عن الحافظ ابن الأخضر في العترة الطاهرة من حديث الإمام علي الرضا (عليه السلام) في ينابيع المودة: ص ٣٣١ ب ٦٠، وص ٢٦٠ ب ٥٦، مقتل الحسين للخوارزمي: ج ١ ص ٥٢ من الفصل الخامس، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ١ ص ١٣ ح ٢١ ب ٣٠ وص ٢٩ ح ٦ ب ٣١، وعنه بحار الأنوار: ج ٤٣ ص ٢٢٠ ح ٢ و ٣، اللآلئ المصنوعة: ج ١ ص ٤٠٢.
وروى القندوزي الحنفي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل القيامة غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) مع قميص مخضوب بدم الحسين (عليه السلام) فتحتوي على ساق العرش فتقول: أنت الجبار العدل، إقض بيني وبين من قتل ولدي، فيقضي الله لابنتي ورب الكعبة.
ثم تقول: اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته، فيشفعها الله فيهم، ينابيع المودةللقندوزي: ص ٢٦٠ ب ٥٦، بحار الأنوار: ج ٤٣ ص ٢١٩ ب 8.
فحاصل الكلام أن هذا الحديث جاء بأسانيد مختلفة مما يدل على تواتره فضلا عما جاء في كتب الحديث عند الإمامية بأسانيد أخرى كثيرة أيضا، وقد جاء أيضا في كتب العامة مضمون هذه الأحاديث في الشعر مما يدل على شهرته عند أهل الحديث وغيرهم أيضا.
فقد روى القندوزي الحنفي عن سليمان بن يسار قال: وجد حجر مكتوب عليه بالنظم، وهو هذا:
لا بد أن ترد القيامة فاطم * وقميصها بدم الحسين ملطخ ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور في يوم القيامة ينفخ ينابيع المودة: ص 331، ب 60.
وقد رواه أيضا الجويني في فرائد السمطين: ج 2 ص 266 ح 534 ونسبه للشافعي، حسب ما جاء في عبارته: (مر في بعض مطالعاتي مما يعزى إلى الإمام الشافعي... الخ).
ورواه أيضا الإسكندراني المتوفى سنة (775 ه) في كتاب الإلمام ج 5 ص 300، في ذكره (ما قيل في التشفي من أعداء الملوك) قال: وكان يوسف ابن الأمير حسام الدين البغدادي حسن الصوت، حسن الوعظ، صعد الكرسي يوما، وقد سئل أن يذكر للناس شيئا في مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فجلس طويلا لم يتكلم، ثم وضع المنديل على وجهه وبكى، وأنشد يقول:
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور في نشر الخلائق ينفخ لا بد أن تأتي القيامة فاطمة * وقميصها بدم الحسين ملطخ فصاحت الخلائق صيحة واحدة، وبكوا بكاء شديدا، وهجا بعضهم أهل دمشق بأبيات منها هذه الأبيات:
تجنب ما استطعت من الأخلا * ولا سيما إذا قالوا دمشقي يرون السبت عيدا إن فيه * أتى رأس الحسين إلى دمشق