مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ٢ - الصفحة ٤٩
المناظرة الرابعة مناظرة أم سلمة مع عائشة في حكم الخروج على أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح - عند ذكره أخبار وحوادث حرب الجمل -: وأقبلت عائشة (1) حتى دخلت على أم سلمة (2) زوجة
(١) عائشة: هي بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عويمر بن عبد شمس، تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاةخديجة (عليها السلام) وهي بنت سبع سنين وبنى عليها بالمدينة وهي بنت تسع سنين وعشرة أشهر، وقيل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يتزوج بكرا غيرها على رواية، وتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها وهي بنت عشرين سنة وقيل ثمانية عشر سنة، وتوفيت في سنة ٥٧ للهجرة وقيل سنة ٥٨ للهجرة وعمرها أربع وستون سنة، ودفنت بالبقيع في زمن معاوية، راجع ترجمتها في: تنقيح المقال للمامقاني: ج ٣ ص ٨١ (من فصل النساء)، سفينة البحار للقمي:
ج ٢ ص ٢٩٦، سير أعلام النبلاء: ج ٢ ص ١٣٥ ترجمة رقم: ١٩.
(٢) أم سلمة: هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وأمها عاتكة بنت عبد المطلب، وكانت قبل زواجها بالنبي (صلى الله عليه وآله) عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وولدت له سلمة وعمر وزينب وتوفي فخلف عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعده في سنة اثنتين من الهجرة، وقيل في شوال سنة أربع، وكانت من المهاجرات إلى الحبشة ثم إلى المدينة، فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين (عليه السلام)والزهراء (عليها السلام) والحسنين (عليهما السلام) أشهر من أن يذكر، وأجلى من أن يحرر، وقد ورد في الأخبار أنها أفضل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) بعد خديجة (عليها السلام)، ومن فضائلها تسليم رسول الله (صلى الله عليه وآله) لها تربة سيد الشهداء (عليه السلام) وإخباره إياها بأنها متى فاضت دما فاعلمي أن الحسين (عليه السلام) قد قتل، وكذلك فعل الحسين (عليه السلام) لما عزم على المضي إلى العراق، وقيل أيضا أنه (عليه السلام) سلم إليها كتب علم أمير المؤمنين (عليه السلام) وذخائر النبوة وخصائص الإمامة فلما قتل (عليه السلام) ورجع علي بن الحسين (عليه السلام) دفعتها إليه، إلى غير ذلك من الأخبار في فضلها وجلالتها، وناهيك عن أحاديثها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفاعها عنه، توفيت رضوان الله عليها في سنة ٦٣ للهجرة، وقيل إنها آخر من ماتت من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله): راجع ترجمتها في: تنقيح المقال للمامقاني: ج ٣ ص ٧٢ (من فصل النساء، سفينة البحار للقمي: ج ١ ص ٦٤٢، سير أعلام النبلاء: ج ٢ ص ٢٠١ ترجمة رقم: 20.