المناظرة التاسعة عشر مناظرة الدكتور التيجاني مع السيد الصدر (قدس سره) في حكم الشهادة لأمير المؤمنين (عليه السلام) بالولاية والسجود على التربة والبكاء على الحسين (عليه السلام) يقول الدكتور التيجاني في لقاءه مع السيد الصدر (قدس سره): سألت السيد الصدر عن الإمام علي (عليه السلام)، لماذا يشهدون له في الأذان بأنه ولي الله؟!
فأجاب قائلا: إن أمير المؤمنين عليا - سلام الله عليه - هو عبد من عبيد الله، الذين اصطفاهم الله وشرفهم ليواصلوا حمل أعباء الرسالة بعد أنبيائه، وهؤلاء هم أوصياء الأنبياء، فلكل نبي وصي وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) هو وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، ونحن نفضله على سائر الصحابة بما فضله الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) ولنا في ذلك أدلة عقلية ونقلية من القرآن والسنة، وهذه الأدلة لا يمكن أن يتطرق إليها الشك لأنها متواترة وصحيحة من طرقنا وحتى من طرق أهل السنة والجماعة، وقد ألف في ذلك علماؤنا العديد من الكتب، ولما كان الحكم الأموي يقوم على طمس هذه الحقيقة ومحاربة أمير المؤمنين علي وأبنائه (عليهم السلام) وقتلهم، ووصل بهم الأمر إلى سبه ولعنه على منابر المسلمين وحمل الناس على ذلك بالقهر والقوة، فكانت شيعته وأتباعه - رضي الله عنهم - يشهدون أنه ولي الله، ولا يمكن للمسلم أن يسب ولي الله، وذلك تحديا منهم للسلطة الغاشمة حتى تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وحتى تكون حافزا تاريخيا لكل المسلمين عبر الأجيال