إليها، وهذه الجهة كما يدل مضمون الآيات لها مواصفات متعلقة بالرسالة وشؤونها، كما يشير إلى ذلك ما روي عن الإمام الجواد، عن الإمام الصادق، عن الإمام الباقر عليهم السلام حيث يقول في حديث طويل لمحدث له بالكعبة المشرفة:
فإن قالوا لك: فقل: (حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها إلى قوله: إنا كنا مرسلين) فإن قالوا لك: لا يرسل الله عز وجل إلا إلى نبي فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض؟ فإن قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فإن قالوا: من سماء إلى أرض - وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك - فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه؟
فإن قالوا: فإن الخليفة هو حكمهم فقل: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور إلى قوله: خالدون﴾ (1) لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله عز ذكره إلا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بد من وال، فإن قالوا: لا نعرف هذا