عام بدليل وجود فعل المضارعة (يفرق)، ولكنها في الثانية تطرح قضية أخرى، وهو (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)، وهذا التنزل السنوي للملائكة مع الروح من الواجب أن يثير فينا التساؤل عن الجهة التي تتنزل عليها الملائكة والروح (1)، ولا تصلح أي عقيدة بخلاف عقيدة أهل البيت عليهم السلام في تقديم تصور منطقي على من تتنزل عليه الملائكة، فالتنزل هنا ليس تنزلا رمزيا من أجل القول بأن الليلة مباركة من قبل الله لمحض المباركة كما قد يحاول قول ذلك تيار التحريف، (2) وهذا التنزل حينما يكون لازم التحقق بموجب هذا الحديث القرآني، فيستلزم وجود الجهة التي لديها المؤهلات الكفيلة بحيث أنها تكون موئلا لنزول الملائكة ومن ثم عرض أمر كل شئ عليها، وعندئذ فمن الحق أن نتساءل عن الجهة التي تصلح لأن تكون مهبط الملائكة والروح
(١٧٦)