من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٧٦
عام بدليل وجود فعل المضارعة (يفرق)، ولكنها في الثانية تطرح قضية أخرى، وهو (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)، وهذا التنزل السنوي للملائكة مع الروح من الواجب أن يثير فينا التساؤل عن الجهة التي تتنزل عليها الملائكة والروح (1)، ولا تصلح أي عقيدة بخلاف عقيدة أهل البيت عليهم السلام في تقديم تصور منطقي على من تتنزل عليه الملائكة، فالتنزل هنا ليس تنزلا رمزيا من أجل القول بأن الليلة مباركة من قبل الله لمحض المباركة كما قد يحاول قول ذلك تيار التحريف، (2) وهذا التنزل حينما يكون لازم التحقق بموجب هذا الحديث القرآني، فيستلزم وجود الجهة التي لديها المؤهلات الكفيلة بحيث أنها تكون موئلا لنزول الملائكة ومن ثم عرض أمر كل شئ عليها، وعندئذ فمن الحق أن نتساءل عن الجهة التي تصلح لأن تكون مهبط الملائكة والروح

(١) في تعبير الروايات الصحيحة عن أهل البيت عليهم السلام أن الروح خلق أكبر وأعظم من الملائكة، ولهذا خالف محمد حسين فضل الله هذه الروايات حينما طرح تفسير أهل العامة بكون جبرئيل عليه السلام هو المعني بذلك كأحد احتمالين، مع تقديم هذا الاحتمال تراتبيا على ما فسرته روايات أهل البيت عليهم السلام. (أنظر من وحي القرآن ٢٤: ٤٠٨).
(٢) أنظر من وحي القرآن 24: 405 فما بعد.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست