وأما عبد الله بن سلام لم يسلم إلا بعد الهجرة فلم يعرف سبب نزول السور التي نزلت قبل الهجرة، ولما كان حاله هذه لم يعرف حق تأويلها بعد إسلامه، مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل - ثلاثمائة وخمسين سنة - في تعلم أسرار الإنجيل والتوراة والزبور وكتب الأنبياء السابقين والقرآن لم يكن من (عنده علم الكتاب) لفقده الشروط المذكورة، فكيف يكون من (عنده علم الكتاب) ابن سلام الذي لم يقرأ الإنجيل ولم يوجد فيه الشروط، ولم يصدر منه مثل ما صدر من علي يعسوب الدين من الأسرار والحقائق في الخطبات مثل قوله: (سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جنبي علوما كالبحار الزواخر) ومثل ما صدر من أولاده الأئمة الهداة (عليهم سلام الله وبركاته) من المعارف والحكم في تأويلات كتاب الله وأسراره. (1) ونقل الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه شواهد التنزيل أغلب هذه الروايات (2)
(١٤٠)