من عنده علم الكتاب ؟ - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٣٩
لا نبي بعدي، فسكت معاوية ولم يستطع أن يردها. (١) ثم قال نقلا عن بعض المحققين: إن الله تبارك وتعالى بعث خاتم أنبيائه وأشرف رسله وأكرم خلقه بمنه وتحننه وفضله العظيم، بسابق علمه ولطفه بعد أخذه العهد والميثاق على أنبيائه وعباده بمحمد (ص) بقوله: ﴿لتؤمنن به ولتنصرنه﴾ (٢) ولما فتح الله أبواب السعادة الكبرى والهداية العظمى برسالة حبيبه على العرب وقريش وخصوصا على بني هاشم بقوله تعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ (3) ورهطك المخلصين، اقتضى العقل أن يكون العالم بجميع أسرار كتاب الله، لا بد أن يكون رجلا من بني هاشم بعد النبي (ص)، لأنه أقرب له من سائر قريش، وأن يكون إسلامه أولا ليكون واقفا على أسرار الرسالة وبدء الوحي، وأن يكون جميع الأوقات عنده بحسن المتابعة ليكون خبيرا عن جميع أعماله وأقواله، وأن يكون من طفوليته منزها من أعمال الجاهلية ليكون متخلقا بأخلاقه ومؤدبا بآدابه ونظيرا بالرشيد من أولاده فلم يوجد هذه الشروط لأحد إلا في علي عليه السلام.

(١) ينابيع المودة ١: ٣٠٨ - ٣٠٩ ح ١٣.
(٢) آل عمران: ٨١.
(٣) الشعراء: ٢١٤.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست