مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٤٣٨
يريد سبحانه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير (16) وذكره أهل اللغة (17).
وقد فسره على هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى (18) في كتابه المعروف بالمجاز في الله القرآن (19)، منزلته في العلم بالعربية معروفة، وقد استشهد على صحة تأويله ببيت لبيد (20).
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وإمامها (21) يريد أولى المخافة، ولم ينكر على أبي عبيدة أحد من أهل اللغة.
وثانيها: مالك الرق، قال الله سبحانه: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر

(١٦) تفسير الطبري ٢٧: ١٣١، الكشاف ٤: ٦٤، زاد المسير ٨: ١٦٧، التفسير الكبير للرازي - ٢٩: ٢٢٧.
(١٧) معاني القرآن - للفراء - ٣: ١٣٤، معاني القرآن - للزجاج - ٥:، ١٢٥، الصحاح - ولي - ٦: ٢٥٢٨.
(١٨) معمر بن المثنى التيمي " تيم قريش، أو تيم بني مرة على خلاف بينهم، وهو علي القولين معا مولى لتيم، وقد اختلفوا في مولده، ولعل الأقرب إلى الصحة أنه ولد سنة ١١٠ ه‍، ولم تذكر المراجع أين ولد، إلا أنها تصفه في عداد علماء البصرة، ارتحل إلى بغداد سنة ثمانية وثمانين ومائة حيث جالس الفضل بن الربيع وجعفر ابن يحيى وسمعا منه، وتكاد تتفق كلمات أصحاب المراجع على أنه كان من الخوارج، وأنه كان يكتم ذلك ولا يعلنه، ولكن يبدو أنهم اختلفوا في الفرقة التي ينتمي إليها، فمنهم من يقول: إنه كان صفريا، في حين يذهب الآخرون إلى أنه كان من الأباظية.
عاصر من علماء اللغة: الأصمعي وأبا زيد، وله معهم مناظرات متعددة، كان يرجحه الباحثون في كثير منها عليهما.
توفي نحو سنة ٢١٠ ه‍، وقيل: لم يحضر جنازته أحد لأنه كان شديد النقد لمعاصريه.
أنظر: فهرست النديم: ٥٩، تأريخ بغداد ١٣: ٢٥٤.
(١٩) مجاز القرآن 2: 254.
(20) لبيد بن ربيعة العامري، من شعراء المعلقات، أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلم وحسن إسلامه، يصفه المؤرخون بأنه ذو مروة وكرم مشهود، عاش بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى زمن عثمان بن عفان، يقال: إن عمر بن الخطاب كتب إلى واليه في الكوفة المغيرة أن يستنشد من بالكوفة من الشعراء بعض ما قالوه في الإسلام، فلما سأل لبيدا قال له. إن شئت من أشعار الجاهلية، فتال: لا، فذهب فكتب سوره البقرة في صحيفة وقال: أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر.
أنظر: ديوان لبيد بن ربيعة العامري.
(21) من معلقته التي يقال إنه أنشدها النابغة فقال له: اذهب فأنت أشعر العرب، ومطلعها:
عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها أنظر: ديوان لبيد بن ربيعة العامري: 51.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»
الفهرست