مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٤٣٦
قالوا: اللهم لا، فأقر القوم به ولم ينكروه، واعترفوا بصحته ولم يجحدوه ( 11).
فإن قال قائل: فما باله لم يذكر في حال احتجاجه به تقرير رسول الله صلى الله عليه وآله للناس على أنه أولى بهم منهم بأنفسهم؟ ولم اقتصر على ما ذكر، وهو لا ينفع في الاستدلال عندكم ما لم يثبت التقرير المتقدم؟؟
وما جوابكم لمن قال: إن المقدمة لم تصح، وليس لها أصل، وتد سمعنا هذا الخبر ورد في بعض الروايات وهو عار منها، فما قولكم فيها؟؟
قيل له: إن خلو إنشاد أمير المؤمنين عليه السلام من ذكر المقدمة لا يدل على نفيها أو الشك في صحتها، لأنه قررهم من بعض الخبر على ما يقتضي الإقرار، بجميعه، اختصارا في كلامه، وغنى بمعرفتهم بالحال عن إيراده على كماله، وهذه عادة الناس فيما يقررون به.
وقد قررهم عليه السلام في ذلك المقام بخبر الطائر (12) فقال: " أفيكم رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم أبعث إلي بأحب خلقك إليك يأكل معي، غيري؟ " ولم يذكر هذا الطائر.
وكذلك لما قررهم بقول النبي عليه السلام فيه يوم ندبه لفتح خيبر وذكر لهم بعض الكلام دون جميعه اتكالا منه على ظهوره بينهم واشتهاره (13).

(١١) أنظر المناقب - للخوارزمي -: ٢٢٢، وشرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد المعتزلي - ٦: ١٦٧، ومناقب الإمام علي عليه السلام - للمغازلي -: ١١٢ / ١٥٥.
(١٢) حديث الطائر وقصته من الشهرة والتصديق بشكل لا يخفى، وقد نقلته كثير من مصادر الحديث بأسانيد وطرق مختلفة، وفي كلها إقرار بأفضلية أمير المؤمنين عليه السلام دون غيره من الصحابة.
أنظر: سنن الترمذي ٥: ٦٣٦ / ٣٧٢١، تأريخ بغداد ٣: ١٧١ و ٩: ٣٦٩، حلية الأولياء ٦: ٣٣٩، الرياض النضرة ٣: ١١٤، مستدرك الحاكم ٣: ١٣٠، المناقب - للمغازلي -: ١٥٦ - ١٧٤، ترجمة الإمام علي عليه السلام من تأريخ دمشق ٢: ١٠٥ - ١٥١، تذكرة الخواص: ٤٤.
(١٣) هذه المناشدتان بحديث الطير ويوم ندبه عليه السلام لفتح خيبر وردت في سلسلة من مناشداته لأصحاب الشورى بعد إصابة عمر بن الخطاب وطرحه جملة من الأصحاب قبالة أمير المؤمنين عليه السلام بما يسمى بأصحاب الشورى.
أنظر: مناقب الإمام علي - للمغازلي -: ١١٢ / ١٥٥ المناقب - للخوارزمي -: 222، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد المعتزلي - 6: 167.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست