لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٤٠
يوم الجزاء وقع البحث في أن ما ينتقل إليه الأرواح في القيامة الكبرى ويوم الحساب، هل هو عين الأبدان الدنيوية البالية العنصرية بشمل شتاتها وجميع جهاتها بأمره تبارك وتعالى كما يقتضيه الاعتبار حيث إن النفس خالفت أو أطاعت وانقادت، لما كانت تلك الجوارح فحسن المجازات وكمال المكافات بأن يكون المجازى عين من أطاع أو عصى أم لا، بل تنتقل إلى صور مجردة تعليمية ذات امتداد نظير - القوالب المثالية والصور المرآتية؟
ما وقع التصريح به في القرآن الكريم هو الأول، كما في جواب سؤال إبراهيم عليه السلام حيث قال:
" رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أنه الله عزيز حكيم " (1).
وقوله تعالى في جواب " أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه "؟.
" بلى قادرين على أن نسوي بنانه " (2) وقوله عز شأنه في جواب سؤال " من يحيي العظام وهي رميم قلى يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " (3) وغير ذلك من الآيات، ولكن جماعة من أهل - الحكمة المتعارفة ذهبوا لشبهة عرضت لهم إلى الثاني ولا بدلنا من حلها ودفعها بعون الله تعالى وتحقيق ما هو الصواب في هذا الباب، و نقاوة ما ذكروه في المقام لإثبات مرامهم بعد تأسيس أصول كثيرة، أن مناط تحقق الشئ وتمامه وكماله ليس إلا بتحقق صورته،

(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»