العوالم، فإن عالم القيامة الكبرى له أحكام وأحوال لا يشبه أحكام هذا العالم فإن الدار الآخرة لهي الحيوان، يعني أن كلما يكون هناك يكون حيا ذا حياة مطلقة فلا يكون مثل العالم الدنيا، بأن يكون لكل شئ حياة خاصة وإدراكا مخصوصا به، مثلا إن الإنسان في هذا العالم لا يسمع ببصره ولا يبصر بإذنه ولا ينطق برجله ولا بيده، ولكن في العالم الآخرة والقيامة كل عضو يمكن أن يبصر ويسمع و ينطق، بل الجمادات يمكن أن يتكلم كما ورد إن المال ينطق ويقول لصاحبه لم ما أديت حق الله في قال الله تعالى: " إذ قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ " (1) وقال أيضا " اليوم تختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون (2) ومع كون الأعضاء الغير المستعدة للنطق بحسب - الموازين العادية والمجاري الطبيعية تتكلم وتشهد بإذن الله التكويني ويخبر عما صدر قبل ألف سنة وأزيد كيف يحتاج في تعلق النفس - الإنساني بالأبدان والأعضاء البالية المتفرقة المجتمعة ثانيا بإرادة الله تعالى وقدرته إلى وساطة الروح الحيواني وعلى فرض لزوم الواسطة فهل يعجز المالك ليوم الدين الخالق لكل شئ عن خلق مثل تلك الوسائط وإيجادها آنا ما بقدرته؟!.
وبعبارة أخرى كما أن الخالق البارئ المصور قد كون ما لم يكن وأفاض الصور المختلفة على الاستعدادات المحضة في بدو الخلقة، ثم جعل الأسباب والموازين والمجاري الخاصة للاستمرار والبقاء فجعل الأصلاب والأرحام مخزن هذه الجواهر -