المركب للروح المجرد والنفس الناطقة العاقلة المستعدة لدرك - المعاني الكلية العقلية، كما بين في محله مفصلا وإليه أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما روي عنه صلى الله عليه وآله أن الأرواح لا تمازج الأبدان وإنما هي كلل للبدن محيطة به، وهذا مما اتفقت عليه كلمة الأعلام و حكماء الإسلام ولا يحتاج إلى تطويل الكلام وما ينبغي البحث عنه في المقام أمران.
الأول - أن بعد إثبات الصانع العالم العادل الحكيم اللطيف الخبير وإثبات النبوة العامة والخاصة وأن الخلق لم يكن بلا غرض وحكمة وأن مقتضى حكمة الخالق ولطفه أن يكون تمام الخصوصيات المربوطة إلى عوالم الوجود على طبق أعلى درجات المصلحة و أن يكون نتيجة الخلقة وغاية أمر الدنيا المحفوفة بالمكاره وصول الخلائق إلى أعلى درجات العلو والرفعة والمعرفة وأقصى مراتب - الكمال والاطمينان والاستراحة ومقتضى عدالته إحقاق الحقوق وإعطاء كل ذي حق حقه ومجازات الظالمين وإغاثة المظلومين حيث لابقاء للدنيا بل إنما هي دار فناء وزوال، لا يبقى ريب ولا شبهة لكل ذي عقل سليم في أنه لا بد أن يكون بعد زوال الدنيا دار باقية ليجزى فيها الخلائق حسبما عملوا في دار الدنيا، فيستريح الصالحون المطيعون الزاهدون في جوار رحمة ربهم في تلك الدار الآخرة الأبدية ويعذب الطالحون الظالمون والجاحدون المعاندون وهذا الحكم القطعي العقلي مما شهدت به الآيات ودلت عليه الروايات ولا مجال لإنكاره بعد إثبات بقاء النفس.
الثاني - أنه بعد ما ثبت بحكم العقل والنقل لزوم المعاد و