لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٣٥
صلى الله عليه وآله جماعة معذبين في جهنم، فثبت أن المراد بهذه كلها هو عالم البرزخ والقيامة الصغرى وقد فسر قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون (لهم عند الموت) سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " بعالم البرزخ، فإن الجنة التي يدخلونها الطيبون جزاءا لما عملوا بعد الموت بلا فصل قبل أن يحاسبوا تفصيلا ليست إلا جنة البرزخ، فإن ظاهر الآية الشريفة أن السلام والتحية من الملائكة يكون حين الموت وعند انتقال النفس إلى عالم الأرواح تشريفا وتكريما وظاهرها أيضا أن بعد أدائهم لما هو الوظيفة من التحيات المقررة دلالتهم على ما هو اللائق بشأنهم من.
الجنات لإتمام الإكرام، ليستريحوا فيها ويتمتعوا من نعيمها صلة و جزاءا وهذا ينطق على الجنة المناسبة لعالم البرزخ والمثال.
ولما كان المعاد وإثبات القيامة الكبرى وعود الأرواح إلى - الأبدان العنصرية الناسوتية، بل القيامة الصغرى وتعلق النفوس - البشرية إلى القوالب المثالية في عالم البرزخ متوقفا على تجرد الروح وبقاء النفوس، فلا بد أولا تحقيق الحق في هذا المقام المرتبط إلى إثبات الإمكان ثم صرف عنان الكلام في خصوصيات العالمين مما يستقل به العقل ويدركه أو يحكم به الشرع ويثبته من الآيات والروايات.
فنقول: إن الأروح الإنسانية والنفوس الناطقة البشرية التي لها مقام الإدراك الكلي على ما ثبت عند العلماء المحققين مجردة عن المادة غير حالة فيها حلولا سرپانيا كحلول الماء في الورد أو طريانيا كحلول النقطة في رأس المخروط باقية بعد فساد الأبدان، وقد استدلوا على ذلك بوجوه.
(٣٥)
مفاتيح البحث: الموت (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»