لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٤١
لأن شيئية الشئ وفعليته بصورته لا بمادته، لأن الشئ في مرتبة مادته هو بالقوة وفعلية الإنسان وتمامه بوجود النفس الإنساني وهي صورته وكماله بحيث لو فرض أن نفس زيد تعلقت بصورته التي يتوهم أنها كائنة في المرات كما كانت متعلقة ببدنه الخارجي، كان ذلك المترآى زيدا وبدنه الذي كان محل علاقة النفس أولا جسما بلا حياة وجمادا بلا روح ثم بعد ما أثبتنا بالأصول المؤسسة وجود التعليمات والعالم المقداري وإمكان وجود أبدان مثالية بلا مادة تعلقت بها - الأرواح والنفوس والمفروض أن تلك القوالب المثالية كأنها عين الأبدان (1) الدنيوية بلحمها وشحمها وعظمها وسائر ما يعتبر في فعليتها (من دون أن تكون ذا لحم وشحم وعظم) فيصدق أن المحشور يوم - النشور عين المقبور في دار الغرور، وأما الأبدان التي صارت رميمة وترابا، لا دم ولا روح حيوانيا فيها لتكون واسطة لتعلق النفس بها، فكيف ترتبط النفس المجردة بها؟ فإنه لا بد أن يكون بين النفس والبدن وسائط، فإن النفس بذاتها مرتبطة بقواها المحركة والمدركة و تلك القوى مرتبطة بالبدن بواسطة الروح الحيواني البخاري وهو مرتبط بالدم والدم مرتبط بالشريانات والأوردة وهو بالأعضاء

1 - فإن التعليميات المثالية لها مقدار نظير الصور الموجودة في المرات وتعلق النفوس بها يكون بخلق تلك القوالب بإرادة الله تعالى توأما ومقارنا للانتقال والموت بحيث لا يبقى آنا ما بلا قالب - بمعنى أن النفس بمحض فناء الروح البخاري الحيواني وزواله بانهدام أركانه يتمثل بصورة مثل تلك الصورة الدنيوية العنصرية الناسوتية بذلك العرض والطول والحجم كما يتمثل في المرات ويظن الناظر مجردة عن المادة مع فرق أن في عالم المثال قائمة بنفسها بخلاف ما في المرات.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»