النفيسة البديعة، كذلك يقدر على إفاضة المراتب المترتبة المتتالية على الرميم الموجود في القبور البالية، بل على المتشتت في البراري والصحارى بجمعه وتأليفه بيد القدرة وبالإرادة التكوينية القاهرة و إفاضة الروح عليه بعدما تم الاستعدادات وكملت القابليات كما خلقه أول مرة حيث لم يكن على وجه الأرض أثر من ذي حياة نباتا أو حيوانا فخلق الإنسان من سلالة من طين فكيف كان خلقة آدم أبي البشر و كيف تعلق النفس المجردة الروحانية بالبدن العنصري الجسماني، بل وكذا جميع الحيوانات الأولية برية وبحرية فقد كان خلقها جميعا من العناصر الموجودة الغير الحية لفرض حدوثها فتعلقت - الأرواح بالأبدان المخلوقة من الجمادات ومن هذا الباب إحياء - الأموات عند المعجزة بدعاء الأنبياء ومسألتهم من الله تبارك وتعالى كما هو صريح الآيات وتواترت به الروايات.
فإنكار المعاد الجسماني وعود الأرواح إلى الأجسام الذي يساعده العقل السليم يخالف نص القرآن بل جميع الأديان وإنكار لما هو ضروري الإسلام، أعاذنا الله تعالى من زلات الأوهام وتسويلات الشيطان، فعليه بالحري أن يقال إن جميع النفوس المدركة لذواتها سواءا كان إدراكها عقلانيا كالانسان أو خياليا وجزئيا ككثير من - الحيوانات لها نحو تجرد وباقية بعد بوار الأبدان العنصرية فلا إشكال في تعلقها وارتباطها ثانيا بالأبدان المؤلفة المخلوقة مما تفرقت و تشتت كما قال الله تعالى في القرآن العظيم. (1)