لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٣٤
هذا البيان شهود جزاء الأعمال المناسب لعالم المثال، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، كما ورد في الخبر، أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، وقد قال الله تعالى: " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (1) وقوله تعالى: وفي السماء (2) رزقكم وما توعدون (3) ومن الآيات الدالة على وجود البرزخ أيضا قوله تعالى: " ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " (4) لأنه ليس في الجنة الخلد بكرة وعشى، كما قال الله عز وجل في سورة هل أتى في وصف الجنة " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " وقد ورد أيضا في الروايات عن الأئمة الأطهار عليهم - السلام أن الشمس والقمر تمران في ذلك العالم (أي عالم البرزخ) على أهله.
وأخبار المعراج أيضا تدل على أن ذلك العالم في السماء، حيث أخبر صلى الله عليه وآله أنه تكلم في السماء مع عدة من الأنبياء ليلته ورأى

١ - مؤمنون: ١٠٠.
٢ - فإن المراد من السماء كما هو الظاهر سماء الدنيا ولمكان كون منشاء - الأرزاق هو الأمطار والبركات النازلة من جهة العلو بوسيلة الملائكة - المأمورين بأرزاق العباد نسب الرزق إلى السماء وقوله تعالى (وما توعدون) مربوط إلى جزاء الأعمال وهو الذي يصل إلى الإنسان بعد الموت وهو ليس إلا في عالم برزخ وفي بعض الآثار من الأئمة الأطهار إن روح المؤمن يرقى إلى السماء قبل الموت ويرى ما ادخر له (وشوهد ذلك في بعض المؤمنين - المتقين بإخباره عن ذلك قبيل موته بليلة في حالة بين النوم واليقظة) رزقنا الله وإياكم له فإنه مما يوجب سهولة النزع.
٣ - ذاريات: ٢٢.
٤ - مريم ٦٤.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»