لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٤٠
ومنها أنه بكون رئيسا للعالم ويجب طاعته على جميع الخلق. (1) ومنها أنه يعظم عيسى عليه السلام، ويشهد بطهارته ونبوته. (2) ومنها أنه كلما يأمر به وينهى عنه فهو أمر الله ونهيه سبحانه. (3) ومنها أنه إذا جاء يلوم أهل العالم ويوبخهم على الخطأ، ويلزمهم على الصدق، والعدل والإنصاف. (4) ومنها أن عيسى عليه السلام بعد أن أخبر بمجيئ ذلك الفارقليط، أوصى بتصديقه والإيمان به بعد مجيئه، ووعد عليه السلام برجوعه إلى الدنيا بعد زمان كثير. (5) ومن الواضح أن الذي بشر عيسى عليه السلام بمجيئه بعده، ووصفه بكونه رئيسا للعالم، يعني مبعوثا ورسولا من الله تعالى إلى جميع الخلق،
____________________
1 - وفي القرآن: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا. " سورة الأعراف آية 158 ". وفيه أيضا: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. " سورة الحشر، آية 7 ".
2 - قال تعالى: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فنما يقول له كن فيكون ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل رسولا إلى بني إسرائيل. " سورة آل عمران، آية 44 - 45 - 46 - 47 - 48 ". وقال: قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا.
" سورة مريم، آية 30 ".
3 - قال عز وجل في حقه صلى الله عليه وآله: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. " سورة النجم، آية 3 - 4 ".
4 - قال عز من قائل: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " سورة الفرقان، آية 1 ".
5 - هذا الوعد موافق لما هو المسلم في شرع الإسلام من نزول عيسى عليه السلام إلى الدنيا حين ظهور الإمام الثاني عشر الحجة المنتظر صلوات الله عليه، وسنذكر بعض الأخبار المتعلقة بهذا في مبحث الإمامة.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»