لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٣٩
الفارقليط. (1) ومنها أن مجيئه منوط بذهاب عيسى عليه السلام. ومنها أنه أعظم مرتبة من عيسى عليه السلام. (2) ومنها أن ذكره ودينه وشرعه ثابتة باقية إلى يوم القيامة. (3) ومنها أنه يعلم الخلق جميع ما يحتاجون إليه في أمر دنياهم وآخرتهم، ويبين لهم كلما لم يبينه عيسى عليه السلام: (4)
____________________
1 - قال عز من قائل: وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جائهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. " سورة الصف، آية 6 " وقال: الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل. " سورة الأعراف آية 157 ". وفي هاتين الآيتين دلالة واضحة على أنه صلى الله عليه وآله كان مذكورا في الإنجيل بهذا الاسم (أي أحمد، الذي هو مرادف للفارقليط) ونصارى عصره صلى الله عليه وآله أيضا كانوا يعلمون ذلك، كيف ولو لم يكن كذلك لكان أسهل الطرق لهم في تكذيبه صلى الله عليه وآله أن ينكروا مفادهما، ويقولوا له: في أي موضع من الإنجيل يكون اسمك وذكرك، مع أنه لم يتفوه أحد من النصارى وغيرهم بهذا الإنكار في مقام الاحتجاج معه صلى الله عليه وآله.
2 - بيانه: إن عيسى عليه السلام قال: إن ذهابي من بينكم خير من بقائي فيكم وعلله بتوقف مجيئي ذلك الفارقليط على ذهابه، مع أن بقاء كل نبي في أمته يكون موجبا لكما لهم، فلو لم يكن الجائي بعده عليه السلام أعظم مرتبة منه لم يصح ذلك التعليل.
3 - قال تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " سورة الأحزاب، آية 40 " وقال مخاطبا له صلى الله عليه وآله و (قل) أوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ، " سورة الأنعام، آية 19 ".
4 - قال سبحانه: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة و بشرى للمسلمين " سورة النحل، آية 89 " وقال: ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.
" سورة البقرة، آية 151 " وقال صلى الله عليه وآله في حجة الوداع: يا أيها الناس والله ما من شئ يقربكم من الجنة ويبا عدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وما من شئ يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه. " الكافي للكليني، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى ".
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»