لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٣٦
من بني إسرائيل حتى عيسى عليه السلام كما ذكر سابقا، (1) ولم يكن مرتبتهم مثل موسى عليه السلام، لما ورد في التوراة: " ولم يقم بعد ذلك نبي في إسرائيل مثل موسى يعرفه الرب وجها لوجه " (2) وهذه العبارة وهي:
ولم يقم بعد ذلك الخ. تنفي احتمال كون المراد من الأخوة في العبارة السابقة بني إسرائيل أنفسهم، للزوم التناقض بينهما كما هو واضح.
وفي إنجيل يوحنا ورد هكذا: (15) إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي (16) وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فارقليط آخر (3) ليثبت معكم
____________________
1 - ومما يدل أيضا على أن ذلك النبي الموعود الذي أخبر موسى عليه السلام بمجيئه لم يكن عيسى عليه السلام، ولا غيره من الأنبياء السابقين عليه، عبارة إنجيل يوحنا، وهي: (19) وهذه شهادة يوحنا، (أي يحيى عليه السلام) إذ أرسل اليهود إليه من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه أنت من أنت (20) فاعترف ولم ينكر، وأقر أني لست المسيح (21) فسألوه فمن أنت، أايليا أنت، فقال: لست أنا، ألنبي أنت، فقال: كلا.... (24) فأما أولئك المرسلون فكانوا من الفريسيين (25) و سألوه، وقالوا له: ما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا النبي.
" كتاب المقدس، إنجيل يوحنا، إصحاح 1، ص 116 " فإنها صريحة الدلالة في أن أهل ذلك العصر كانوا منتظرين لذلك النبي الموعود، وقاطعين بعدم مجيئه إلى زمن يحيى عليه السلام، ومعتقدين أيضا بأن ذاك النبي غير عيسى عليه السلام.
2 - كتاب المقدس، سفر تثنية الاشتراع، إصحاح 34، آية 10، ص 256.
3 - لفظة فارقليط وإن كانت في نسخة الإنجيل الموجودة عندنا، لكنها في النسخ الجديدة منه بدلت بالمعزي أو المسلي، مع أن علماء الإسلام من سالف الزمان قد نقلوا في كتبهم هذه اللفظة عن الإنجيل عند ذكرهم البشاراة الواردة في الكتب السابقة الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وآله، وحيثما عدوا أسمائه صلى الله عليه وآله ذكروا أن اسمه في الإنجيل الفارقليط، واحتج بها أيضا الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام في مجلس المأمون عند مناظرته مع الجاثليق، ورأس الجالوت، وعبارته على ما في كتاب الاحتجاج للطبرسي، وكتابي التوحيد وعيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق هكذا: " قال الرضا عليه السلام: يا نصراني هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه السلام: إني ذاهب إلى ربكم وربي، والبارقليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له، وهو الذي يفسر لكم كل شيئى، وهو
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»