لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٥١
لحلاوة،.... وإنه ليعلو وما يعلى، ثم انصرف إلى منزله، فقال قريش: صبأ والله الوليد، (1) والله لتصبأن قريش كلهم.... فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينا، فقال لي [له - ظ]: ما لي أراك حزينا يا بن أخي، قال: هذه قريش يعيبونك على كبر سنك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، (صلى الله عليه وآله) فقام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه، فقال: أتزعمون أن محمدا (صلى الله عليه وآله) مجنون، فهل رأيتموه يخنق قط؟
فقالوا: اللهم لا، قال: أتزعمون أنه كاهن، فهل رأيتم عليه شيئا من ذلك؟ قالوا: اللهم لا، قال: أتزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه أنه ينطق بشعر قط؟ قالوا: اللهم لا، قال: أتزعمون أنه كذاب، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ فقالوا: اللهم لا، وكان يسمى الصادق الأمين قبل النبوة من صدقه، فقالت قريش للوليد: فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس، فقال: ما هو إلا ساحر، ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله، وولده ومواليه، فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر. (2)
____________________
1 - صبأ الرجل: خرج من دين إلى دين آخر. " أقرب الموارد ".
2 - مجمع البيان للطبرسي، جزء 10، ص 387. - والسيرة الحلبية، جزء 3، باب ذكر نبذ من معجزاته صلى الله عليه (وآله) وسلم، ص 314، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه. قال السيوطي، ذيل قوله تعالى: " ذرني و من خلقت وحيدا " أخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس: إن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك ما لا ليعطوه ذلك، فإنك أتيت محمدا (صلى الله عليه وآله) لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر، أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول:
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»