أنه لا بد في انتظام أمر العالم، وحصول المدينة الفاضلة، وقيام الخلق بوظائفهم، من وجود قوتين، قوة مقننة، وقوة مجرية كما ذكرنا، وهاتان القوتان إما تكونا قائمتين بشخص واحد، كما في بعض الأنبياء القائمين بالسيف، ومن جملتهم نبينا محمد صلى الله عليه وآله، وإما بشخصين كما في سائر الأنبياء مع سلاطين زمانهم.
ثم إنه لما كانت الصفات التي ذكرناها لذلك العالم، من الأمور الخفية التي لا علم لأحد بها إلا من قبل الله تعالى، فلا بد في معرفته، والاعتقاد بنبوته، إما من ظهور المعجزة على يده مقارنا لدعواه، أو أخبار الأنبياء السابقين عليه، بظهوره ونبوته، وبالجملة: لا بد من قيام الدليل القطعي الذي يوجب الجزم واليقين على صدقه ونبوته. ولا بد أيضا من وجود ذلك العالم في كل عصر وقرن، إذ لو لم يكن في زمان، لبقي العالم بلا مصلحة وفائدة، (2) ويعود محذور الهرج والمرج، (3) وكما
____________________
1 - روضة الكافي للكليني قدس سره ص 372 ط طهران سنة 1377 ه 2 - كما هو مقتضى الدليل الأول.
3 - كما هو مقتضى الدليل الثاني.
3 - كما هو مقتضى الدليل الثاني.