صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٥٤
وفيه إشعار بعدم استقامة هذا الكلام.
تاسعا - ابن العربي: قال في حديث النزول إلى سماء الدنيا: أنه نزول رحمة لا نزول نقلة، بمعنى أن نزول الله ليس نزولا لذاته، بل رحمته ينزلها إلى سماء الدنيا (1).
عاشرا - الشيخ سلامة القضاعي الشافعي:
قال في قوله تعالى (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه): إن معناه إذا قرأه عليك جبرائيل بأمرنا كما يعلم ذلك من قرأ ما أخرج البخاري عن ابن عباس في بدء الوحي (2).
إذن ليس لله فم يقرأ به القرآن كما يقرأ الإنسان، وإنما يأمر جبريل بقراءة القرآن على النبي، هكذا فهم شيخ الشافعية في مصر، وهذا تأويل مقبول ومطابق للحديث الوارد عن النبي كما ذكره، وقال أيضا: أن العقول تفهم إن الانقسام إلى الأجزاء والتركب من الجوارح والأعضاء لا بد له من موجد مقسم مركب، ولذلك احتج الله به على ابن آدم في قوله: (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين) ومحال أن يحتج الله على الحدوث يوصف ثم يكون هذا الوصف في ذاته عز وجل، فمن قال بتركب ذات الله من الأجزاء وحمل اليدين، والعين، والأعين، والوجه، واليمين، الواردة في كتاب الله في وصف الله، والقدمين والساق في الحديث على الأعضاء والأجزاء وحمل العلو الوارد في وصفه تعالى على العلو الحسي المكاني.
والنزول على مثل ذلك وأن ذلك مقتضى الكتاب والسنة، وأنه بذلك يكون سلفيا فما فهم الكتاب ولا السنة ولا تابع السلف الصالح (3).

(١) فرقان القرآن، ص ١٠٤.
(٢) نفس المصدر.
(٣) فرقان القرآن، ص 61.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست