شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٥
ولم يتركه لهما على رغم أنهما أكبر من علي سنا لمباينتهما له في معتقده، ولو كان أبو طالب مات كافرا، لما أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا بتولية أمره لانقطاع العصمة بين الكافر والمسلم، ولتركه لهما كما ترك عمه الآخر أبا لهب، ولم يعبأ بشأنه، ولم يحفل بأمره، وتولية علي تجهيزه من دون أخويه الذين هما أكبر منه، شاهد قاطع على صدق إيمان أبي طالب وإسلامه.
والوجه الآخر: تأبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا طالب بهذه الكلمات الرائعة الخالدة، والدعاء له، وصلتك رحم وجزيت خيرا، ووعد أصحابه بالشفاعة له التي يعجب بها أهل الثقلين، وموالاته بين الدعاء له والثناء عليه. لدليل قاطع على إسلام أبي طالب وإيمانه.
ولم تكن الصلاة على أموات المسلمين مشرعة غير هذه الصلاة في صدر الإسلام، حتى فرض الله سبحانه صلاة الجنائز فيما بعد، ومثل ذلك صلى النبي (صلى الله عليه وآله) على
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست