شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩٤
السرير، اعترضه النبي (صلى الله عليه وآله) فرق وحزن، فأبنه بكلمة خالدة فيه، وقال: وصلتك رحم، وجزيت خيرا يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيرا، ونصرت وآزرت كبيرا، ثم أقبل على الناس وقال: أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين.
فهذا الحديث وحده يكفي للدلالة على إيمان أبي طالب رضوان الله عليه، ومن وجهين:
أحدهما: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) أن يفعل به ما يفعل بأموات المسلمين من الغسل والتحنيط والتكفين دون الجاحدين من أولاده، إذ لم يكن حضر أحد منهم سوى علي أمير المؤمنين (عليه السلام) من المؤمنين، وأما جعفر فكان يومئذ عند النجاشي ببلاد الحبشة، وأما طالب وعقيل فكانا يومئذ حاضرين، ولكنهما كانا مقيمين على خلاف الإسلام، ولم يسلم واحد منهما بعد، فخص بذلك عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) بتولية أمره وتجهيزه لمكان إيمانه،
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست