شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٩١
ولهم به إليكم الوسيلة، أوصيكم بتعظيم هذه البنية (أي الكعبة) فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش، صلوا أرحامكم، ولا تقطعوها، فإن في صلة الرحم منسأة (أي فسحة) في الأجل وزيادة في العدد، واتركوا البغي والعقوق، ففيهما هلكت القرون قبلكم، أجيبوا الداعي، وأعطوا السائل، فإن فيهما شرف الحياة والممات، وعليكم بصدق الحديث، وأداء الأمانة فإن فيهما محبة في الخاص، ومكرمة في العام، وإني أوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب، وهو الجامع لكل ما أوصيكم به، وقد جاء بأمر قبله الجنان، وأنكره اللسان مخافة الشنآن، وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب، وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته، وصدقوا كلمته، وعظموا أمره، فخاض بهم غمرات الموت، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا، ودورها خرابا، وضعفاؤها
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست