تكاد تلازمه على الأخص إذا جاوز الأربعين وتمكنت منه على حد قول الشاعر (1) إن الغصون إذا قومتها اعتدلت * ولا تلين إذا كانت من الخشب فهناك بونا شاسعا بين طفل نشأ في أحضان الفضيلة والإيمان الأصيل مثل علي - عليه السلام - ربيب سيد المرسلين - صلى الله عليه وآله وسلم - والذي انتخبه لسابقته وإيمانه الأصيل وتضحيته حتى انتخبه دون الجميع من الأقرباء والمهاجرين والأنصار وصيا وخليفة وأخا وصهرا وأبا لولده ونزهه القرآن الكريم من الأرجاس وبين أبي بكر الذي قضى ثلاثة أرباع عمره في أحضان الشرك وسايرهم بالأخلاق والصفات والأعمال والدليل راجع كشف الغمة ج 2 ص 154 للإمام الشعراني عن عكرمة (رضي الله عنه) حيث قال:
كان أبو بكر (رضي الله عنه) يقامر أبي ابن خلف وغيره من المشركين وذلك قبيل أن يحرم القمار. وعن الحجة الإمام أبو بكر الجصاص الرازي الحنفي المتوفى 370 ه في أحكام القرآن ج 1 ص 388 لا خلاف بين أهل العلم في تحريم القمار وإن المخاطرة من القمار.
وعتيق لم يشرب ولم * يثمل ويرثى من غبر قتلى قريش الكافرين * ببدر أشقى من فجر ويقول ما غضب النبي * لفعله لما اختبر قال ابن عباس. إن المخاطرة قمار وإن أهل الجاهلية كانوا يخاطرون على المال والزوجة وقد كان ذلك مباحا إلى أن ورد تحريمه وقد خاطر أبو بكر الصديق المشركين حين نزلت: (ألم، غلبت الروم). كما ذكر ذلك عن أبي بكر الإسكافي في الرد على الرسالة العثمانية للجاحظ ص 34 وشرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 234 من