شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٨
وسلم فمن منكم يؤازرني على أن يكون أخي ووصي وخليفتي من بعدي وكررها ثلاثا والقوم صامتون وفي كل مرة يقوم علي - عليه السلام - ويقول أنا يا رسول الله فأقعده مرتين وفي الثالثة قال إن هذا علي - عليه السلام - أخي ووصي وخليفتي عليكم من بعدي فأنصتوا له وأطيعوا فضحك أبو لهب عمه الوحيد المعادي له وقال لأبي طالب عليك أن تطع ابنك الصبي هذا بعد ذلك.
هنا نعرف كيف بدأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعشيرته قبل غيرهم، وإن عليا - عليه السلام - الذي كان يبلغ آنذاك من العمر الثالثة عشر رغم صباه فقد اختاره الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لكمال عقله فجعله وصيا وخليفة له وهذه الخلافة لم ينقضها شئ بل استمرت واستحكمت في مواقف كثيرة وكثيرة جدا في القرآن الكريم في آية التطهير والمباهلة والولاية وغيرها وآيتي الابلاغ والإكمال التي نزلت في غدير خم ذلك اليوم المشهود الذي نص فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على جميع المسلمين العائدين من حجهم في حجة الوداع في غدير خم وهم يبلغون 100 - 200 ألف وجعلهم شهودا لمن لم يحضر ورفع بعضد علي - عليه السلام - صاعدا على أقتاب الإبل قائلا في خطبته العصماء من كنت مولاه فهذا علي - عليه السلام - مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. بعد أن سألهم من أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأجابوه الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
نعم أن القرآن الكريم وما نزل به واختيار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى إن دل على كمال عقل علي - عليه السلام - الذي صحت بذلك ولايته ووصايته وخلافته فهو أسبق الذكور تلبية للدعوة الإسلامية وهو لما يبلغ الحلم سنا وعلي - عليه السلام - أسبق عشيرته اللذين أنذرهم قبل كل فرد وتمر سبعة سنوات من إيمان علي - عليه السلام - وما
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»