شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧٠
قال: خبرني يا إسحاق عن الناس بم يتفاضلون، حتى يقال أن فلان أفضل من فلان، فقلت بالأعمال الصالحة إلى أن قال: يا إسحاق فانظر ما رواه لك أصحابك ومن أخذت عنهم دينك وجعلتهم قدوتك من فضائل علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي - عليه السلام - فقل إنه أفضل منه لا والله ولكن فقس إلى فضائله ما روى لك من فضائل أبي بكر وعمر فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي - عليه السلام - وحده فقل إنهما أفضل منه. لا والله ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان فإن وجدتها مثل فضائل علي - عليه السلام - فقل إنهم أفضل منه لا والله قس فضائله بفضائل العشرة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة فإن وجدتها تشاكل كل فضائله فقل إنهم أفضل منه. ثم قال يا إسحاق: أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت الإخلاص بالشهادة قال أليس السبق إلى الإسلام، قلت نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: (السابقون السابقون أولئك المقربون) إنما عنى من سبق إلى الإسلام ، فهل علمت أحدا سبق عليا - عليه السلام - إلى الإسلام؟ قلت يا أمير المؤمنين إن عليا - عليه السلام - أسلم وهو حدث السن لا يجوز عليه الحكم وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم، قال أخبرني أيهما أسلم قبل ثم أناظرك من بعده في الحداثة والكمال. قلت علي - عليه السلام - أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة.
فقال: نعم أخبرني عن إسلام علي - عليه السلام - حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاما من الله تعالى، قال فأطرقت. فقال لي: لا تقل إلهاما فتقدمه على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبرئيل - عليه السلام - عن الله تبارك وتعالى. قلت أجل بل دعاه رسول
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»