شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٩
يقارب من إيمان خمسين صحابيا وبعدهم يؤمن أبو بكر. تجد إسنادها في الجزء الأول والثاني من كتاب علي بن أبي طالب - عليه السلام - من موسوعتنا المحاكمات وأبو بكر آنذاك في سن 45 سنة. فهو حتى ذلك السن كان مشركا يعبد الأصنام والأوثان وإذا ما حسبته يوم وفاة أبي بكر وعمره 62 سنة عرفت أن أكثر عمره كان مشركا. ولا يشك أحد بعد ذلك أن عليا - عليه السلام - أسبق للإسلام وقد قال الله عز وجل في كتابه المجيد " السابقون السابقون أولئك المقربون ".
مناظرة المأمون في السبق وللمزيد من إثبات السابقة يمكن مراجعة المناظرة التي قام بها المأمون الخليفة العباسي مع الأربعين فقيه ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ابن حمار ابن زيد قال:
" بعث إلي يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي وهو يومئذ قاضي القضاة فقال إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين فسمينا له عدة وذكر هو عدة حتى تم العدد الذي أراد وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر وبعث إلى من لم يحضر فأمره بذلك فعدونا عليه مع طلوع الفجر إلى أن قال: قال إسحاق يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي - عليه السلام - وقد دعانا للمناظرة فقال يا إسحاق اختر إن شئت أسئلك وإن شئت فقل. قال إسحاق. فاغتنمتها منه فقلت بل أسئلك، قال سل. قلت من أين؟
قال أمير المؤمنين أن علي - عليه السلام - بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأحقهم بالخلافة بعده.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»