شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧٦
والنفاق المستمر وهي التي كانت تعترف بأن أم سلمة كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يكرمها ويوقرها أكثر منها والتي أرادت أن تستميلها في حرب الجمل فنهرتها وحذرتها أم سلمة عن ذلك ولكن على حد قول ابن عباس في الكلام المتقدم أبيت أبيت! نعم أبت إلا الفتنة وأسندها أبوها وعمر وابنته حفصة التي شاركتها في الكيد.
وقد جعل أبو بكر بيتها مقر الفتوى والحديث كما روت وشاءت ومثله عمر ولا ننسى أن عمر جعل بيتها مقر الشورى وما في ذلك من الأثر الذي لا يخفى على القارئ الكريم من تجسسها بكلما يخص آل البيت وأخص عليا - عليه السلام - وحيلولتها بما تركوا لها من النفوذ دون عودة الخلافة لبني هاشم وأخص عليا. - عليه السلام - لحقدها وعدائها المكنون ذلك الذي طفح عليها من أقوالها وأعمالها رغم ما اعترفت ما لعلي - عليه السلام - من المقام الأسمى وحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - له ولزوجته فاطمة - عليهم السلام - وأن من يبغضه منافق بل وكافر راجع الكتاب الأول والثاني من موسوعتنا المحاكمات في علي - عليه السلام -.
فهذه المصاهرة التي كادت أن تقطع مرارا بالطلاق وهذه المصاهرة التي لم تتوفق بين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعائشة وأبي بكر لعدم انجاب عائشة نسلا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وانقطعت صلتها به بعد موته سوى كونها من زوجات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -. وبقت تلك حسرة تحز في نفس عائشة وأبيها وعلى الخصوص عندما صرح رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إن ذريته هو من ابنته فاطمة زوجة علي - عليه السلام - وإذا أردت إسناد ذلك راجع الجزء الأولى والثاني من موسوعتنا المحاكمات في علي - عليه السلام - لتقف على التفاصيل وترى أن عائشة حتى لم تعد من آل البيت وأن الآيات
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»