شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٧١
الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الإسلام. قال يا إسحاق فهل يخلو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين دعاه للإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله تعالى شأنه أو تكلف ذلك من نفسه؟ قال فأطرقت: فقال: يا إسحاق لا تنسب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى التكلف فإن الله تعالى يقول: (وما أنا من المتكلفين). قلت أجل يا أمير المؤمنين بل دعاه بأمر الله تعالى قال: هل من صفة الجبار جل ذكره أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه الحكم؟ قلت أعوذ بالله.
فقال: أفتراه يا إسحاق في قياس قولك إن عليا - عليه السلام - أسلم وهو صبي لا يجوز عليه الحكم قد كلف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من دعاء الصبيان ما لا يطيقون فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شئ ولا يجوز عليهم حكم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ قلت أعوذ بالله. قال يا إسحاق فأراك إنما قصدت تفضيل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عليا - عليه السلام - على هذا الخلق أبانه بها منهم ليعرفوا فضله. ولو كان الله أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعى عليا - عليه السلام -. قلت بلى: قال: فهل بلغك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعى أحدا من الصبيان من أهله وقرابته لئلا تقول إن عليا - عليه السلام - ابن عمه؟ قلت لا أدري فعل أم لم يفعل. قال يا إسحاق أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسأل عنه. قلت: لا. قال فدع ما وصفه الله عنا وعنك. (إلى هنا ذكرنا من المناظرة السبق وبعدها يأتي الجهاد في سبيل الله).
وقد علمنا أن أبا بكر أسلم في سن الخامسة والأربعين وطيلة هذه المدة نعرف بحكم التربية والمحيط وما يبقى في الشخص راسخا بعد الأربعين والإسلام وأن جب ما قبله من الأعمال والرذائل وما لحقت بصاحبه من الموبقات بيد أن غرائز الشخص وطرز أعماله وهوايته وعاداته وما جبل عليه واكتسبه بالتربية والمحيط ونشأ عليه
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»