هددها وهدد من شاكلها بالطلاق تجد ذلك في الآيات النازلة وسنورد قسما منها وقد أدلينا بما أحدثته بعده من القلاقل والأضرار الجسيمة في شطر الأمة الإسلامية في نقض بيعة أبي بكر وعمر لبيعة علي - عليه السلام - وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإثارة الفتن في زمن عثمان حتى قتل وأشد ما قامت به من رفع علم الخلاف أمام إمام زمانها الخليفة المنصوب من الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإجماع الأمة. ذلك علي ابن أبي طالب - عليه السلام - تاركة مقر بيتها كزوجة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وداخلة في الفتن والأمر بضرب أعناق المسلمين صبرا وبعدها الدخول بنفسها في معمعة الحرب على ذلك الجمل اللعين محرضة بقتل المسلمين بعضهم البعض وما نشأ بذلك من المجازر في حرب الجمل وما نتج من آثارها.
ذلك إلى ما أتت به من الأحاديث كذبا وافتراء على الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعدائها لذرية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في زمن أبيها وعمر وعثمان وبعدهم لا تردعها نصوص قرآنية أو وصايا نبوية أو دين أو وجدان. تارة للإطاحة بما أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأخرى تأييدا للفئات الباغية والسلطات المعتدية وقد ذكرنا قسما من أعمالها في مقدمة هذا الكتاب، فأي ابنة هذه كانت لأبي بكر يفتخر بها! كان يفتخر بها يوم صفعها أمام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى سال الدم من وجهها حينما تطاولت على مقام الرسالة أمام أبيها، وهي وهو يلعبان دور الجاسوسية في بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأغراضهم وبلوغ مآربهم وسيرى القارئ الكريم فيما بعد كيف كان لها اليد الطولى في الحركة العصيانية والانقلاب الإسلامي وسلب مقام الوصاية والخلافة من علي - عليه السلام - لأبيها كل ذلك ولا يخفى على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حياته وعلى أبيها الذي أسند ملكه بذلك المكر