شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٧٠
غدر معاوية وكاد للمسلمين بأخذ البيعة قهرا وخديعة أخص من أهل مكة والمدينة الذين امتنعوا امتناعا باتا عن البيعة.
ولكن مهما أراد أن يتظاهر يزيد بشئ أو مهما استطاع معاوية أن يزيف الواقع بيد إن يزيد ذلك الخليع الفاجر ما كاد يتسنم كرسي الخلافة بعد أبيه معاوية حتى أحدث أحداثا ستبقى وصمة عار وشنار في جبين الإنسانية وله ولأبيه عند الله ولجده أبي سفيان أسوأ العاقبة والحساب وإذا راجعنا التاريخ إلى بعض الوقائع قبل واقعة الطف تلك الوقيعة المؤسفة الشنيعة التي ارتكبها يزيد على يد المجرمين ابن زياد وابن سعد وأعوانهم من قتل الحسين الطاهر عليه السلام وأولاده وإخوته وأنصاره نخبة النخبة من المسلمين وذبحهم حتى الطفل الرضيع عطشانا في صحراء كربلاء. وسبى نساءه وعياله ذرية الرسالة وأهل بيت العصمة يتنقلون بهم في مدن العراق حتى الشام وفي الشام عرضهم كأنهم خوارج خرجوا على الإسلام والحادثة النكراء الثانية تجهيز يزيد جيشا بقيادة أرذل خلق الله وأشقاهم مسلم بن عقبة وإباحته له دماء وأموال وأعراض مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما فيها من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخيرة المسلمين ونساءهم وأطفالهم فاستباحها ثلاثة أيام نهبا وهدما وتقتيلا وتدنيسا للأعراض الزكية فقتل من حملة القرآن الكريم منهم سبعمائة نفس وروى المؤرخون ومنهم البلاذري في أنسابه إن مسلم ابن عقبة بأمر يزيد قتل من وجوه قريش أكثر من سبعمائة غير من قتل من الأنصار بينهم صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وممن قتل منهم صبرا معقل بن سنان الأشجعي والصحابي العظيم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة وثمانية من ولده والفضل بن العباس بن ربيعة وعبد الله بن زيد، وإسماعيل بن خالد ويحيى بن نافع والمغيرة بن عبد الله وأضرابهم راجع تفصيلا أكثر في أنساب البلاذري ج 5 ص 42 وتاريخ ابن كثير ج 8 ص 221 وإصابة ابن حجر ج 3 ص 473 ووفاء الوفاء ج 1 ص 93 والاستيعاب ج 1 ص 258 وجاء في
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»