شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٧١
كتاب الروض الأنف ج 5 ص 185 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر واقعة الحرة وإنه يقتل فيها خيار أمتي بعد قتل أصحابي. ولقد هتكت في هذه الواقعة الأعراض ووقعت فجائع تقشعر منها الأبدان وتأباها من أولئك الذين يحملون أرذل الخلق وأقساها حتى قيل إنه قتل فيها عشرة آلاف رجل غير النساء والصبيان وافتض فيها نحو ألف بكر وحبلت ألف امرأة من أثر تلك الأيام المفزعة من غير زوج (راجع عن ذلك وفاء الوفاء ج 1 ص 88 والإتحاف ص 22 وتاريخ ابن كثير ج 8 ص 221)، وأما يزيد ما إن سمع بتلك الوقيعة حتى تشفى وجاهر بسروره مترنما بأبيات شعرية منها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل وأبيات أخرى، وبعد هذه المجزرة المريعة أخذ الطاغية ممن بقي من أهل المدينة البيعة على أنهم عبيد ليزيد ومن امتنع قتل. تلك نبذة من مخازي يزيد المجرم الكثيرة التي جرت في عهده القصير وأنت إذ تمحص وتتصفح التاريخ وتعود القهقرى ترى هذه الفجائع المتتالية على الأمة الإسلامية والتي عمت العالم إنما هي مصدرها من أم الفتن البؤرة الاتفاقية السقيفة التي هيأها عمر للانفجار في شوراه المشؤومة لتمزيق شمل المسلمين إلى تلك المجازر الدامية والمنكرات النامية التي ضلت إلى عهدنا هذا وتورث الانقسام والتفرقة والضعف والخذلان.
ويعيدهم للحشر يوما * صاغرين لمن قدر وترى بها للظالمين * مظالم لا تغتفر فهو الغفور لمن جنى * جهلا وخاطر واعتذر لا من أصر تعمدا * وبنى عليها وانقبر وضعت ودست ما تشاء * وشوهت كل الصور فالحشر موعدها وخاتمة * المطاف لها سقر
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 » »»