شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٦٩
عليه السلام في الإسلام ولكن الذي خبث لا يخرج إلا نكدا.
والآن راجع وتصفح التاريخ في أولئك الصحابة البررة الأتقياء الذين بذلوا الغالي والنفيس في مرضات الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وخليفته حتى أدركوا الحياة الباقية السعيدة في عهد عثمان أمثال ابن مسعود وأبو ذر الغفاري وفي عهد علي عليه السلام مثل عمار والمقداد وحجر ابن عدي وعمرو بن الحمق والأشتر النخعي وأولئك الذين لاقوا حتفهم في حرب الجمل وصفين والنهروان وبعد علي عليه السلام في عصر الحسن وصحابة الحسين عليهم السلام أجمعين في ساحة الطف هل ترى لهم مثيلا في التضحية والتقوى والنصح والإخلاص.
يزيد خليفة المسلمين تكلمنا عن أعمال وأقوال معاوية وتكلمنا عن رأي المسلمين في يزيد أخص منهم أهل المدينة يوم ذهب وفدهم وقابل يزيد ورجع وإن يزيد لهذه الغاية أبدى ولا شك بتوصية أبيه وزياد وأمثالهم بأن يتظاهر بالصلاح حتى يثبت أمره ووجدناهم بعد عودتهم وبعد أن أكرمهم وتودده إليهم وهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلص لم يستطع لا يزيد ولا أبوه أن يتغلبان على دينهم وإنهم وجدوا فيه الشاب الأرعن المستهتر السكير الفاجر التارك الصلاة والمولع بالصيد واللهو واللعب والذي لم يردعه دين ولا أخلاق ولا نزاهة أو منطق من ارتكاب كبائر المنكرات، وإنه لا زال على دين آباءه وأجداده الذين يبطنون الكفر وحتى لا يتظاهر بالصلاح.
ولقد حاول معاوية أن يغالط أهل المدينة وأهل العراق ومن هو خارج الشام بأن يزيد كفؤ علما ودينا وأخلاقا وحريص على الدين وله الأخلاق السامية والآراء السديدة فردوه أخص ما رده به الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الطاهر، ورأينا بالتالي كيف
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»