مصاف أمهات المؤمنين، فترى معاوية هذا الطليق ابن الطليق وما ورد فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحقيقة عن جبرئيل عليه السلام عن الله وما سيقوم به من جرائم، لكن أصول العدالة التي قام عليها الإسلام أنه لا يجوز القصاص قبل الجناية وقد قال إن الإسلام يعفو عما سلف وقضى على ما مضى من أحقاد ودماء الجاهلية وأصبح المسلمون في أمان الله أحرارا لهم حقوقهم وجزائهم على حد أعمالهم التي سيقترفونها ولقد وجدنا رسالة معاوية التي أرسلها جوابا لمحمد بن أبي بكر إنه بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينتمي إلى الحزب المناوئ لعلي وآل بيت الرسالة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهو بالوقت يعترف بمقام علي عليه السلام الشامخ ويعترف أن الحق كان له بيد أنه اتبع أبو بكر وعمر وهما اللذان سلبا حقه وتجاوز على حقوقهم وإنهما إماماه وقد تابع خطوتهما.
وبعده نرى عليا عليه السلام المعترف من معاوية بأحقيته كناية والكناية أبلغ من التصريح إذ أوردنا في موسوعتنا المحاكمات أخص منها الجزء الأول والثاني الأسناد والمدارك القرآنية ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خلافة علي عليه السلام وولايته في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وإنها غصبت منه غصبا وأرغم على البيعة لأبي بكر وعمر ولم يثر في وجههم حفظا لبيضة الإسلام وحفظ الألفة ومنع الفرقة ورغم ذلك كان عند طلبهم في كل كريهة يمدهما برأيه ينصح لهما ولكنهما رغم كل ذلك لم يشركاه في سرهما ولا في إدارة شؤون الخلافة الإسلامية، وإنهما ضلا على حقدهما وحسدهما يضيقان عليه وعلى بني هاشم ويبعداهما من الأمر ويمنعاهما حتى حقهم كمسلمين من الخمس والزكاة ولما يكتفيا بذلك حتى أدخلا لإدارة المملكة ألد خصوم الإسلام وأشدهم كيدا له وهم بنو أمية ورؤوسهم وأقطابهم كما رأيناهم يمدوهم حتى نقلوها لعثمان الذي برهن في عهد خلافته كيف مال إلى أعداء الإسلام وضرب أخلص صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعدهم وقتلهم وناوءهم وكيف قدموا أبو سفيان وولده ووضعهم في أهم ولاية إسلامية هي الشام منذ عهد أبي بكر وعهد عمر وولوا على