الولايات الأخرى أفراد ما همهم سوى أهوائهم ونزعاتهم يتذللون صاغرين أمام درة عمر وينافقون ويعبثون أمام ضعف عثمان وفي مقدمتهم في كل العهود معاوية يمد نفوذه ويحكم موقعه يوما بعد يوم ويشيد أمره حتى أبان عمر عن أعمال معاوية وحكمه في الشام يقول معاوية كسرى العرب ولم يخف عن عمر أعمال معاوية المخالفة لشؤون الإسلام من أولئك الصحابة الذين عثروا وأشرفوا عليه وهو يعاقر الخمرة ويبيعها ولا يأبى عن الربا وإنه يكتنز الذهب والفضة ولا ينفقها إلا لرفعة سمعته وشؤونه الخاصة، نعم هذا معاوية الذي رباه عمر لمثل هذا المستقبل ولشد أزر خصوم الإسلام ضد علي وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التابعين أثره إذا به يضرب ضربته القاصمة على رؤوس الصحابة وعلى رأسهم علي وأهل بيته عليه وعليهم السلام وبني هاشم ومداهمتهم بالشورى، وقد مر ذكر الشورى ومساوئها في موسوعتنا في الكتاب الرابع كتاب عمر، ولقد برهن بها عمر لكل ذي بصيرة أنه ما أراد بالشورى نصب عثمان للخلافة وحسب وليته عهد إلى عثمان بذلك صراحة فكان عندها ظهر بمظهر الفاصل للنزاع وما خلق أفراد وأحزاب أخرى مناوئين لعلي عليه السلام بل نراه قرن خمسة بعلي عليه السلام لا يناسبونه في جميع شؤونه وحتى ولا بميزة من مميزاته التي رفعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بها فحط من كرامته وصغره حتى بات طلحة ومثله الزبير ومثله عبد الرحمن وسعدا وعثمان كل منهم يعد نفسه مثيلا لعلي عليه السلام، وما راعوا في علي عليه السلام السبق والقربى والتضحية والعلم ونصوص القرآن الكريم ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كلا ولا طهارة المولد ونفسه الزكية الطاهرة التي ما لوثها الشرك يوما ما ولا أنه عليه السلام أبو ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أخوه ووصيه وإنه منه بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام، وبالتالي عثمان وحكمه الجائر حتى اجتمعت عليه الأمة وساعدهم على ذلك خيانة معاوية ومروان وبني أمية في المشورة وخيانة معاوية في مده وإنقاذه من المخمصة حتى وكان هو المتعمد إلى قتله ليتخذ ثوبه الملطخ
(٤٧٤)