شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٦٨
عوض الآخرة. فقال عمرو:
يا قاتل الله وردانا وفتنته * أبدى لعمرك ما في النفس وردان لما تعرضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الأطباع ادهان نفس تعف وأخرى الحرص يغلبها * والمرء يأكل تبنا وهو غرمان أما علي فدين ليس يشركه * دنيا وذاك له دنيا وسلطان فاخترت من طمعي دنيا على بصر * وما معي بالذي أختار برهان وهي قصيدة اكتفينا بهذا. وهكذا يعترف عمرو بأنه باع دينه بدنياه لمعاوية ولعمرو بن العاص مكررات من شعر ونثر في ذلك ومنها:
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل * بذلك دنيا فانظرن كيف تصنع فإن تعطني مصرا فاربح بصفقة * أخذت بها شيخا يضر وينفع ذكرها صاحب الغري في ج 2 ص 44 و 128.
المغيرة بن شعبة وقد مر وذكرنا له قوله بكفر معاوية يوم قال له إن ابن كبشة يذكر اسمه في اليوم خمسة مرات والله دفنا دفنا. يريد بذلك محو ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم. مما اعترف المغيرة بكفره ولكنه طمعا بالولاية يسب ويلعن ويشتم عليا عليه السلام ويرغم المسلمين على ذلك، ولتمديد ولايته التي وجدها في خطر يقنع معاوية لأخذ البيعة ليزيد فيفتق ذلك الفتق على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي اعترف بذلك فيما مضى راجع بذلك مروج الذهب ج 2 ص 341.
هذا كله وهم جميعا يعترفون بروايات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن عمار تقتله الفئة الباغية ويعرفون مكانة معاوية في الإسلام ويعرفون مقام علي
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»