شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٧٥
بدمه ذريعة لإعلان الأخذ بثأره. من الرجل البرئ الذي دافع عنه حتى حسب أنه يكون آثما إن تمادى في الدفاع عنه ويرى لجاجته وعهده ونكثه واتباعه نصائح بني أمية الذين أزادوه غيا وفتنة وخانوه في نفسه وفي الله وفي الإسلام حتى إذا قضوا عليه اجتمع القاتلين بالموتورين. طلحة والزبير وعائشة وبنو أمية وابن العاص والمغيرة بن شعبة وألفوا الفئات الباغية جبهة أمام أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي أجمع عليه المسلمون وبايعوه. ذلك الرجل الأوحد الذي تجمعت عليه نصوص الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وخيار الأمة ونصائحها كما تجمعت فيه من المزايا والخصال التي لا تجد ولا واحدة منها عند غيره. أعدل الأمة وأتقاها وأعلمها وأحكمها وأنصحها وأسبقها للإسلام باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخاه في مكة ويثرب ومن يعجز عن وصفه البيان وإذا بمعاوية وهو الطليق المعزول عن ولايته يقتل من ولاه وهو عثمان بسبب منكراته وخيانته يطلب بثأره ويتفق مع ابن النابغة الذي قر بأنه هو قاتل عثمان وهو في وادي السباع في فلسطين لما ألب عليه ويبايع للزبير وبعده طلحة اللذان بايعا عليا عليه السلام وهما وعائشة كانا أشد الناس على عثمان ويحث بهم بنو أمية يطلبون من خليفة الوقت دون محاكمة ومخاصمة أن يقدم لهم قتلة عثمان وهم المتهمون ويوجهون التهمة مكرا للبرئ الذاب عن عثمان كرارا ومرارا والذي لم يكن حين قتله حاضرا في المدينة. ولقد استطاع معاوية بمكره فألقى الفتنة في حرب الجمل وترك طلحة والزبير ينكثان العهد ويخاصمان عليا عليه السلام تشد أزرهم عائشة أم المؤمنين ومروان وبعدها قتل طلحة والزبير وفرار بنو أمية والتفافهم حول معاوية، وقد أشرنا عن أعماله ومكره وتزييفه وإغراءه السفهاء ومخاصمته إمام زمانه وخليفة الله في أرضه مثيرا الفئة الباغية التي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمحاربتها، تلك الفئة التي قضت قتلا على أكثر الصحابة وبينهم عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تقتله الفئة الباغية.
ولقد سار معاوية على سيرة من ولاه حينما خاصم عليا عليه السلام وكتم
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 » »»