شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٦٧
ولقد أطبقت وأجمعت الأمة بعد مقتل عثمان على بيعته سوى أفراد دون العشرة تخلفوا عن بيعته وقد رماهم الله بالخزي والعار في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد أمثال ابن عمر الذي تخلف عن بيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام ولكنه بايع معاوية وبعده بايع يزيد مقابل أخذه مائة ألف من معاوية (راجع أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 31 يبايع يزيد " يزيد قاتل الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعلم ما جاء فيه من وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجعله عديل القرآن في حديث الثقلين وهو وأخوه ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي شبههم بسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق والذي قال فيه إنه يقتل بأرض كربلا ووصى بنصرته (راجع بذلك الإصابة لابن حجر ج 2 ص 68). هذا ابن عمر وقد ألبسه الله لباس الذل بعدها يوم لم يجد بدا أن يمد يده للحجاج الثقفي وإلى عبد الملك بن مروان على الحجاز ليبايع له عبد الملك بن مروان فيمد الحجاج رجله بحذائه تحقيرا له فيبايع وعندها يندم على أفعاله وتخلفاته. وليت عمرا حاضر فيرى ما أوقع فيه ابنه يوم أدنى عثمان وقرب معاوية وابن العاص ليسلب حق علي عليه السلام وبنيه عليهم السلام ويوليها بني أمية.
عمرو بن العاص وهذا عمرو بن العاص ابن الباغية من أعداء بيت الرسالة المنافق الآخر الذي اعترف بأنه قتل عثمان واليوم يتهم عليا عليه السلام مع معاوية بغية أهوائهم وسد رغباتهم ويشهد في قصيدته الجلجلية على نفسه وعلى معاوية بأنه باعه دينه بدنياه وهاك ما دار بينه وبين مولاه وردان: قال وردان غلام عمرو بن العاص له:
اعتركت الدنيا والآخرة على قلبك، فقلت: علي عليه السلام معه الآخرة في غير دنيا، وفي الآخرة عوض من الدنيا، ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة وليس في الدنيا
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 ... » »»