شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٥٨
مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان قبل هذا بعث أهل المدينة وفدا إلى الشام لمقابلة يزيد والمعرفة عليه من قريب وقد علم بذلك فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم وقد عرفوا وشاهدوا من أفعاله حتى إذا وصلوا المدينة خلعوا بيعته وهم يقولون إننا قدمنا من رجل ليس له دين، يشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسامر الحراب وهم اللصوص والفتيان، وإنا نشهدكم إنا قد خلعناه فتابعهم الناس وهم من الصحابة البررة ومنهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، وعبد الله بن أبي عمرو المخزومي، والمنذر بن الزبير وكثير من أشراف أهل المدينة.
أخرج ذلك الطبري في تاريخه ج 7 ص 4 وابن الأثير في كامله ج 4 ص 45 وابن كثير في تاريخه ج 8 ص 216 وابن حجر في فتح الباري ج 13 ص 59.
وهذا عبد الله بن حنظلة الصحابي العظيم الموصوف بالراهب والذي قتل يوم الحرة إحدى جنايات يزيد الكبرى على أهل المدينة الذي استباح المدينة قتلا ونهبا وتدنيسا للأعراض. هذا ابن حنظلة يقول: يا قوم اتقوا الله وحده لا شريك له، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أحدا من الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا. راجع تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 372.
ولما عاد من الشام إلى المدينة سأله الناس ما وراءك فأجاب: أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم. راجع ابن عساكر ج 7 ص 372 وابن الأثير ج 4 ص 45 والإصابة ج 2 ص 299.
ويزيد وما أدراك من هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وإن تركه الصلاة وشربه وإدمانه الفواحش وكفره لأقل من الموبقات التي عملها في عهد خلافته التي سود بها وجه تاريخ البشرية وهل تنسى له وهي قتله ذرية الرسالة الحسين عليه السلام وإخوته وبنيه وصحبه وسبيه نسائهم. وضربه واستباحته مدينة رسول الله
(٤٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»